السبت، 5 سبتمبر 2015

هل وصلت امريكا الى الوقت المناسب لتقسيم العراق ؟؟؟

صفاء العبيدي
مشروع تقسيم العراق ليس امرا جديدا تطرحه  الادارة الامريكية او الكونغرس
لأنه شغل  صناع القرار الغربي الامريكي منذ فترة بعيدة لكن الظروف السياسية والاجتماعية لم تكن تساعدهم في تحقيق هذا الهدف فهم لا يريدون التقسيم ان يكون عبثيا قد يأتي بثمار غير مرغوب بها فالخوف من الفوضى التي يحدثها التقسيم قد يجعل القوات الامريكية عرضة لهجمات عنيفة وبالتالي تعرضها الى ضغوط داخلية ودولية ويسقط ادعائهم بتأمين العراق باعتباره كان الذريعة التي ينالون منها تأييدا عربيا ودوليا .
 وعلى هذا الاساس عملوا على تهيئة الظروف الخاصة التي تحقق تقسيما للعراق بعيدا عن لغة السلاح والفرض بالقوة كي لا يتحول هذا المشروع الى سببا في توحيد العراقيين ورفضهم للتقسيم ،ومنذ حرب الخليج الاولى بدأت محاور العمل بهذا المشروع الشيطاني وعندما صوت مجلس الامن على قرار الزم فيه النظام البعثي السابق بحظر الطيران في مناطق معينة ووضع هذه المناطق داخلة تحت الحماية الامريكية من خلال طلعات جوية تراقب فيها سريان هذا الحظر وتطور تدريجيا الى انشاء منطقة (ملاذ آمن ) في الشمال دون الجنوب وذلك لدواعي سياسية طائفية طبعا وبعد فصل هذا الجزء استطاعوا ان يتقدموا خطوة كبيرة في مشروع التقسيم ،
وبعد احتلال العراق سنة 2003 م  ونشوب الطائفية المقيتة المصنوعة في دوائر المخابرات والبنتاغون تقدم المشروع خطوة جديدة لقطع اوصال ما تبقى من جسد هذا الوطن ، فضلا عن الدستور العراقي الذي أقر الفيدراليات كنظام أداري لإدارة الدولة والذي يعيد المحور الاساسي الذي ساعد الولايات المتحدة لبلورة مشروع التقسيم .
اما الحملة الاعلامية التي تمارسها وسائل الاعلام الامريكية على شعبها فهي الاخرى تصب لجعله قابلا لبقاء قواته فترة طويلة ومن هذه الضغوط هو البرنامج النووي الايراني والتهديد الايراني المفتعل لمصالح امريكا في الخليج .
 والسؤال هو الم يكن باستطاعة امريكا  معالجة هذا الخطر الايراني كما يدعون بوسائل يسيرة فهم يملكون قواعد عسكرية تحيط بإيران من كل الجوانب وباستطاعتهم توجيه ضربة عسكرية  لها في أي وقت يشاءون بل هم قادرون على معالجة المفاعل النووية من قواعدهم في أوربا ومن داخل امريكا باستخدام الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية والبعيدة المدى .
اذاً هذه كلها ذرائع للبقاء مدة اطول في العراق اما الان بعد تمكينهم لداعش من احتلال اربع محافظات فنعتقد ان اللعبة او المشروع اصبح واضحا  ومكتملا للجميع وليس للبعض ممن يتابع ويحلل ما تخطط له امريكا وبعض الدول العظمى الاستكبارية  فكل هذا هو لأجل تقسيم العراق وجعله ضعيفا سهلا منهارا مستنزفين بذلك كل طاقاته وثرواته بجعله ثلاث دويلات وهي ( كردستان_ شيعستان_ وسنستان ) حيث يوهمون للعراقيين  بانه الحل المناسب لهم  ، وقد حذر المرجع الصرخي ومنذ  بداية الاحتلال بان امريكا غايتها اكبر من محاربة الارهاب والقاعدة حيث قبل الاحتلال لم يكن هنالك وجود لما يدعون بل هم من جاءوا بهم وهم من زرع الطائفية وهم من مكنوا الدول المجاورة من ان تتسلط علينا مثل التدخل الايراني الذي دمر العراق وساعدهم كثيرا في تسهيل تحقيق مشروعهم الشيطاني وذلك لمصالح مشتركة بينهم ..
وهنا استشهد بالفقرة الاولى  من بيان رقم  _64_ فدرالية البصرة ... فدراليات آبار النفط .. فدراليات : تهريب النفط ...الآثار ...المخدرات.. والتي جاء فيها
أولاً: باسم كل العراقيين المظلومين وباسم العراق الحبيب وشعبه العزيز وباسم البصريين النجباء فإني استنكر واستقبح موقف السياسيين والمثقفين والنفعيين الذين تخلّوا وتجرّدوا وعصوا ابسط الواجبات والضرورات السياسية والاجتماعية والأخلاقية والشرعية في توعية الناس ونصحهم وبيان المخاطر الجسام التي تحيط بهم والتي يراد تمريرها عليهم ، فكما كان الصمت والسكوت والخرس تجاه الاتفاقية الأمنية كذلك الحال تجاه فتنة فيدرالية البصرة التي يراد منها ان تجرّ الى فدراليات وفدراليات فيقسم العراق ويقطع إرباً وأوصالاً وقطعاً متناثرة ومتشضية ومتناحرة ومتناطحة ومتصارعة ومتقاتلة ،....
           
وفي حوار له لصحيفة الشرق حيث سؤل واجاب :
هل هناك أي تهديد موجَّه لسماحتكم ؟
- التهديد العام والبلاء العام يشمل كل العراقيين، بل كل شعوب المنطقة العربية والإسلامية، وما دمنا متمسكين بمشروع الإصلاح الرافض للتقسيم والطائفية والفساد والإفساد والتقتيل وسحق كرامة الإنسان فسيبقى التهديد بل سيتضاعف، وكيف ينتفي التهديد ونحن نتمسك بمشروع وطني إسلامي أخلاقي إنساني ينافي المشروع الإمبراطوري الفاسد.