الأحد، 16 مارس 2014

مبررات التجديد في المناهج التدريسية الحوزوية


صفاء العبيدي
................ 
 إن الاعتقاد الجامد على المألوف من دون بحث وتقص عن الحقيقة يوجب وجود العصبية والتعصب عند العامة عموما  مما يضع المسلم في دائرة مغلقة  يقوقع نفسه في داخلها  ولا يوجد عنده الاستعداد لتجاوز خطوطها وحدودها  فليس لديه الاستعداد النفسي ولا الاستعداد العقلي لذلك  بل إن الفكر الجامد الجاف الذي يعتقد به هو عامل أساسي في تركيبة شخصيته  ومن المهم هنا أن نتحدث عن علاج هذا الجمود والانغلاق  فإذا ما تم كسر بعض معالم دائرة الانغلاق تلك فإنه بالإمكان للمسلم أن يتجاوز المألوف وبذلك يتمكن من رؤية دائرة أوسع من التي ألِفها  فيتسع أفق المعرفة لديه  ويتحرر من تركيبة الشخصية السفيانية التي وضعت إحداثياتها منذ العصر الأول للإسلام  فكان أن بُني عليها الانحراف عن الحق والحقيقة حتى صار شيئاً طبيعياً ومألوفاً عند المسلمين  بل إنك إذا ما طرحت موضوعها بين الناس المنغلقين صرت أنت الخارج عن المألوف المارق عن طريق الآباء والأجداد.

هذا ما تطرق له سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف في المبحث الاصولي بعنوان  : مبررات التجديد في المناهج التدريسية الحوزوية وحقائق من سيرة المرجعية



الأحد، 2 مارس 2014

السيد الاستاذ الصرخي الحسني والسير والرقي بالإنسان الى الاخلاق الفاضلة



إن الإنسان الذي صنعه الله بتدبيره وقدرته، وهيأه لخلافته في الأرض، وأسجد له الملائكة تكريمًا وتشريفا، وعلمه الأسماء كلها، وجهزه بالسمع والفؤاد والنظر ليشيد حضارة متوازنة تؤسس الإنسانية وفق منظور متكامل. ولكي يرقى إلى مرتبة الإنسان الكامل ، ينبغي العروج من الإيمان التقليدي إلى الإيمان التحقيقي: "فإن للإيمان حقائق غزيرة جدًّا؛ إذ ترتبط حقائق كثيرة لأنوار ألف اسم واسم من الأسماء الحسنى، ولسائر أركان الإيمان بحقائق الكون، حتى اتفق أهل الحقيقة على أن أجل العلوم قاطبة وقمة المعرفة وذروة الكمال الإنساني، إنما هو في الإيمان والمعرفة القدسية السامية المنفصلة والمبرهنة النابعة من الإيمان التحقيقي. نعم إن الإيمان التقليدي معرض لهجمات الشبهات والأوهام، أما الإيمان التحقيقي فهو أوسع منه وأقوى وأمتن، وله مراتب كثيرة جدا".
فإذا تساءلنا عن الآليات التي يقترحها الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني  للرقي بالإنسان من الإيمان التقليدي إلى الإيمان التحقيقي، فإنه يوجهنا إليها ضمن تصور جديد للطاقات والأحاسيس المذخورة في الإنسان، والتي توجد في داخله ألوف منها، لكنه يدعونا إلى حسن توجيهها حتى تؤدي به إلى الكمال فما في فطرة الإنسان من رغبة ملحة، ومحبة جياشة، وحرص رهيب، وسؤال شديد، وأحاسيس أخرى وهي أحاسيس شديدة وعريقة إنما وهبت له ليغنم بها أمورًا أخروية  لذا فإن توجيه تلك الأحاسيس وبذلها بشدة نحو أمور دنيوية إنما يعني إعطاء قيمة الألماس لقطع زجاجية تافهة.
ومن الأمثلة العملية لصرف هذه الأحاسيس وتوجيهها نحو تربية سلوكية تعرج بالإنسان نحو الكمال كما يريد ان نعمل بها السيد  الأستاذ  الصرخي الحسني دام ظله  وهي عدم السب واللعن مستندا بذلك الى روايات  لأهل البيت عليهم السلام في عدم السب  واللعن وانما النبي بعث ليتمم  مكارم الاخلاق فهو عليه الصلاة والسلام  يسير  بالإنسان نحو التكامل والرقي الى  مستوى انه ينهانا  عن سب  الحيوانات بل حتى الجمادات (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم ( من لعن شيئا صعدت اللعنة الى السماء فتغلق ابواب السماء دونها ثم تهبط الى الارض فتغلق ابوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فاذا لم تجد مساغا رجعت الى الذى لعن فان كان اهلا لذلك والا رجعت الى قائلها، وقال ايضا . لا تسبوا الديك فانه يوقظ للصلاة ..ويقول ايضا صلى الله عليه وآله وسلم { : لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به . }...وللمزيد من الارشادات التي اشار بها السيد الصرخي دام ظله الشريف  واتحف مسامعنا بها والتي تأخذ بيدنا الى الرقي والتكامل الانساني والتحلي بالأخلاق الفاضلة من خلال الاستماع الى المحاضرة السادسة ، فهي درس عقائدي اصولي اخلاقي حيث أُعتبر مشروع عقائدي اصولي  رسالي اخلاقي شمولي..

صفاء العبيدي